عادات الجنازة في المغرب

You are currently viewing عادات الجنازة في المغرب
جنازة المغرب

عادات دخيلة



من العادات والمعتقدات التي نراها ونلمسها في كل يوم بين طبقات مختلفة من المجتمع، طقوس و عادات الأفراح والأحزان.
فالوفاة ترتبط بثقافات مختلفة وبمجموعة من الطقوس الاجتماعية التي تتلازم مع هذا الحادث الطبيعي والحتمي، ولعل ما يشكل القاسم المشترك فيما بينها هو التعبير الوجداني عن الشعور بالحزن في أجواء يطبعها عموما الأسى وأحيانا الحداد على روح الفقيد (ة) .
والملحوظ في هذا الشأن، أن عادات الجنازة في المغرب تختلف كثيرا عن باقي الدول الإسلامية من حيث تفاصيل الدفن على اعتبار أن “إكرام الميت دفنه. “
وتتميز هذه العادات بتقديم واجب العزاء والتعبير عن الحس التضامني، لاسيما من قبل الجيران والأحباب، عبر المشاركة في التأبين والدفن وصلاة الجنازة، أو حتى عبر تقديم الطعام لأسرة الميت خلال مدة لا تقل عن ثلاثة أيام.
وفي خضم التغيرات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها عالمنا اليوم نشهد تحولاً يغزو حياتنا، ويفرض أنماطاً سلوكية متغيرة على ثقافتنا ومكوناتها ومفرداتها المختلفة كي تواكب روح العصر، من هذه المكونات الثقافية العادات والمعتقدات المرتبطة بالموت وما يحيط بها مـن طـقـوس ومراسيم ، نبعت من تراثنا وثقافتنا الشعبية ، ورسخت في وجداننا، وحققت في بعـض مـن تفاصيلها درجة من القدرة على الثبات والاستمرارية ، بيـد انـهـا عـلى الرغم من ذلك تعرضـت – كغيرهـا مـن المكونات الثقافية الأخرى لمزيد من التغيير.
وهنا نذكر فيما يتعلق بما يسمى في الثقافة الشعبية “النعي” أو “عشاء الميت”، وهو ما يعتبر من وجهة نظر دينية “صدقة” قد تتخذ في كثير من الأحيان صبغة الإلزام، إذ تجد أسرة المتوفى نفسها أمام وجوب إعداد وليمة العشاء إكراما للمعزين، والتي غالبا ما تكون في الليلة التي تلي عملية الدفن.
والملاحظ هنا أن “وليمة عشاء الميت” قد بدأت تعرف تطورات ملموسة إن على مستوى الشكل أو المضمون، وأضحت تتخذ منحىً أكثر تعقيدا، إذ انتقلت من البساطة في شكلها، أي الاكتفاء بتقديم أهل الميت وجبة واحدة من “الكسكس” إلى المعزين، مع التركيز على تلاوة القرآن الكريم من قبل حفظة القرآن، أو من يعرفون “بالطّْلبة”، والأدعية بالرحمة على روح الفقيد كما كان الأمر قبل عقود، إلى أشكال أكثر تعقيدا، إذ أصبحت الأمور تأخذ منحى أقرب إلى الاحتفالية وأحيانا التباهي، ويتجلى ذلك بوضوح في الاهتمام بالتفاصيل وجودة المأدبة والمشروبات المقدمة للمعزين، كما هو واقع الأعراس، مما يعتبر بدعا غير مقبولة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بفقدان حبيب أوحبيبة من الأسرة المكلومة.

الكاتبة أمينة بنونة / المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.