الجزء الخامس
قالت :
بأي كلمات سندون قصتنا ،وبعض الحروف لا تُكتَب ، وبعض الأحاسيس لا تُتَرجم ؟سيكون كل حرف تكتبه ملحا على جراحي ، أرجوك لا تتركني كياسمينة تلطخ جسدها بالوحل .
قلت :
ستستجمع كلماتي قواها لتعانق بياض أوراقك ، فترسمك وأنا محاطٌ بكل تفاصيلك الجميلة ، سأكون بيتك إن اشتقت السكينة ،وجزيرتك إن شئت النفي ، وأمانك إن هزم الطوفان الجسور
قالت :وهل من المنصف أن أحبك سرا ولا أكرهك جهرا ؟ أنا بالكاد أتنفس دونك، لا حول لي كي ألغي هذه المسافة التي تصرعلى سلب روحي .
قلت :هنا يمرعليَّ الوقت دونك كتنهيدة أنبتت سبع شهقات ، في كل شهقة مئة حالة اختناق ،ولا منقد يدرك نفاد الهواء من رئتي ، سوى من يفصل النبض عن الخافق .
قالت :
أي إله اصطفاك نبيا لقلبي ، وقد كنت أشد كفرا بعقيدة الهوى، جعلتني أومن بك وصدري الضيق لا يستوعب آياته .إن رحلت سأكفر بوجودي ، أنتظرك عند وادي الحيرة لتعود وكلي يقين ، أن لا حضور ولاهم يحزنون .
قلت :
دعينا نبحث عن مدينة تتسع لأحلامنا ، فكلانا يحاول أن يحب الآخر بطريقته ، ونحن عاجزين عن الخروج ممن نكون ، هناك ننتدب لقلبينا وجْداٌ قصيا ، قبل أن ترمينا في هُوَّةِ الخصام الظنون ، دعينا نفعلها اليوم ، أزرع ذراعي في تربة جيدك ، وننطلق في تجربة جديدة .
الشاعر حميد يعقوبي / المغرب