الجزء الرابع
قالت :
مع آخر تنهيدة ، سأرحل وأترك عندك خافقي وشهقتي .
ومع آخر دمعة سأنتظرك وإن كان الشوق معصيتي .
ومع آخر رجفة سأصلبني على بوابة التائبين وفيك مغفرتي .
قلت :
كل ما أخشاه أن نصبح عند كل لقاء غريبين، تجمعنا التحايا الجامدة ، ويلفنا الصمت القاتل .
قالت :
ألستُ بِـكْـرَ قلبك كما تسميني ؟ أم أن للخذلان روايةً أخرى ، ترعرعتُ بين أضلعك يتيمةَ الهوى ، وخُطاكَ تحكمُ رَوْحَتي وغَداتي .
قلت :
ما أظنني سأميل لغيرك واسمك على جبيني مكتوب ، فما شربت السعادة في حياتي إلا مرة من كأسك ، وكل امرأة بعدك كأسها فوق الرمل مسكوب .
قالت :
ستشعر بغربة الفؤاد وإن حامَتْ حولك أسرابُ الحِسان ، وسترسَمُني نبضاً آمنتَ به ذات قضاء وقدر ، وقد تبكي وتدركُ معنى الحرمان .
قلت :
إذن ، دعينا ندون قصتنا في هدوء ، بعيدا عن لصوص السعادة وتجار الهوى .
( يتبع )
الشاعر حميد يعقوبي / المغرب