( الجزء الثامن)
قالت :
لا تتركني في منتصف الأشواق تنهشني الظنون ، خذني إليك قبل أن تأخذني المسافات ، كي أموت خوفا عليك قبيل الموت بسكرات، فما كان حبنا خطيئة تتحمل أوزار العشاق .
قلت :
لو كان حبنا خطيئة نستحق عليها الزجر، فزيديني منه ذنوبا أكثر فأكثر، ذنوب العشق تغتفر ، وأما ذنوب الغياب فبألف سيئة ووزر .
قالت :
هل ولدت لأنتمي دوما للغياب ، وقلبي على المشي صوبك حافيا معتاد ، أرمم خطاي كي أصلك ، وأنت تمتطي ظهر سلحفاة ، فأين الوعد يا آمنت في الحب بالتنزيل ؟
قلت :
ما كفرت به يوما معك ولا احتجت للتأويل ، كان لقاؤنا قدرا وكذا الختام بلا دليل، فلا تسأليني عن خسائري وهي حاصل تحصيل .
قالت :
لماذا لا شيء يأتي على مقاس أحلامي ؟ ولا حياتي دونك هادئة كهدوئي ؟ آه لو يرتكب فيَّ حظي مجزرة تنسيك وتنسيني .
قلت :
قد أتناسى ولكنني لن أنسى ، فلا يوجد قلب ينسى قلبا سخر له كل طاقات الحب ، أو غسل ماضيه من ينبوعه ، ولو كان بالإمكان أن أخلع عنك هذا القلق ، وأغسلَ عينيك من الأرق ، لفعلت ثم أمضي وكلي انطفاء .
الشاعر حميد يعقوبي / المغرب