تعرية المستور

You are currently viewing تعرية المستور
تعرية المستور


ليس كل كاتب يستطيع البوح و كتابة ما يدور بخلده حول مجتمعه. و ليس كل كاتب حر، لدرجة تجعله يكتب مقالته كما يشتهي كتابتها.. لما يكتب الكاتب، بجانب قلمه، يكون هناك قارئ ضمني، يسبقه لتأويل ما يريد كتابته. وهذا القارئ الضمني يسكننا جميعا. في الكتابة، و في الخطاب، وحتى في مجرد الحديث مع الغير.. نفكر في معنى، نجده يرغمنا على كتابة غيرها، بحجة أن هذا الذي نريد قوله، لا يطابق ما يسري بين الناس. ينبهنا على أن ما نريد البوح به، هو منبوذ اجتماعيا أو سياسيا أو دينيا. وقد يعضنا بأن ما نريد قوله، يمكنه أن يجر علينا ما لا تحمد عقباه…
لما يثور الكاتب على ما يدور بمجتمعه من عيوب ورذائل واستبداد، ويسعى لانتقادها و كشف أضرارها يكون هذا القارئ الضمني، وهو كاشف أسرار ما يريد الكاتب قوله قبل كتابته، حاضرا لا يغادر فم القلم. يؤول لك الكلمة التي تدور في فكرك، و يعطيك معناها وخطر تأثيرها، و الجملة وما سيتركب عن تأويلاتها. يكشف لك مفعول النص في فكر القراء قبل قراءتهم له. يدفعك هذا لتراجع مقصد رسالتك المستتر، فهو يجعلك تؤول ما كتبته، بأنه تحريض أو طعن فيما يعتقده الكثير مرتكزات. فتحيد عن هدفك. يعري لك المستور. يوقظ رقابتك الذاتية التي تجردك حينها من نزعة الغضب ومن شدة الإلتزام و تحرك فيك نزعة الخوف، فتتراجع عما تريد كتابته وإيصاله لمن يهمهم الأمر، بكتابة ما هو مألوف و هابط لكنه مقبول.. وهذا ديدن الكثيرين من الكتاب اليوم…
في بعض الأحيان، قد يجعل الخوف الكاتب، يتراجع كليا عن مقصده خوفا من هذه السلطة أو هذا المجتمع أو هذه العقيدة أو ربما فقط عن خوف من سطو شيخ قبيلته…


الكاتب أحمد علي صدقي/ المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.