أمير ابن وحيد ابويه يحب لعب الكرة مع أصدقائه كما اشتهر بسرعته في الركض، حيث كان الأول في سباقات الجري السنوي بالمدرسة دائما.
في عيد ميلاده العاشر أهداه عمه لعبة الكترونية حديثة، جربها و أحبها كثيرا وأصبح يكثر اللعب بها، و كان دائما ما يأكل الوجبات الخفيفة و هو يلعب حتى أصبح مدمنا على الجلوس في غرفته و أكل الحلويات و الوجبات الجاهزة.
والدته دوما كانت تغضب من سلوكه قائلة:
أمير، كيف تقضي الوقت كاملا وأنت تلعب تلك الألعاب دون أن تتحرك؟ سوف تصبح سمينا، وأيضا عليك أن تأكل أكلا صحيا.
أمير لم يكن يعيرها اهتماما ويجيبها:
لا تقلقي سوف أتوقف بعد قليل.
ازداد وزن أمير كثيرا، قلق والداه منه لقد كانا دائما ينصحانه بممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية، وبأن يقلل من الألعاب الالكترونية لكن دون جدوى.
في صباح يوم مشمس قررت معلمة صف أمير أن تأخذ التلاميذ في رحلة الى مكان جميل فيه طبيعة خلابة.
المعلمة: الجو جميل اليوم و الشمس ساطعة ما رأيكم ان نذهب في رحلة للتنزه في الطبيعة الخلابة؟
فرح التلاميذ كثيرا و قالوا بصوت عال:
نعم، نعم لنذهب في رحلة، مرحى!!
و انطلق أمير رفقة أصدقائه في الحافلة المدرسية متجهين نحو منطقة بها طبيعة خضراء جميلة.
جلس الجميع تحت شجرة كبيرة يستظلون، أكلوا و ضحكوا ثم ذهبوا ليلعبوا.
شكل زملاء أمير فريقين لكي يلعبو مباراة كرة قدم، حينها صُدم أمير ، لم يرغب أي الفريقين إشراكه في اللعب و بقي يلعب دور الحكم طول اليوم.
أحس أمير بالحسرة على أيامه التي أضاعها، كم كان يتمنى لو كان في أحد الفريقين يلعب، رجع إلى البيت بعد انتهاء الرحلة حزينا مطأطئ الرأس.
لاحظت والدته حزنه سألته قائلة:
ماذا حدث لك أمير ؟ أراك حزينا.
أجابها بن بصوت مبحوح:
كم كنت أرغب في اللعب لكن لا أحد أراد إشراكي لأني أصبحت سمينا.
عقبت عليه والدته قائلة:
أرأيت كم نصحتك بأن تتحرك و تمارس الرياضة وتأكل الوجبات الصحية و لكنك كنت مستغرقا في ألعابك الالكترونية.
في صباح اليوم التالي استيقط والدا أمير و ذهبا لتناول وجبة الإفطار و هنا تفاجآ بأمير مستيقظا باكرا وجالسا يأكل وجبة صحية متكاملة.
فرح أبواه كثيرا. و عندما انتهى أمير من أكله ذهب إلى غرفته و أخرج ألعابه الالكترونية وأعطاها لوالديه كي يتخلصو منها، فقد قرر أن يعود إلى حياته السابقة و هواياته القديمة الصحية كالركض و كرة القدم.
ابتهج والدا أمير كثيرا و أثنيا على قراره المذهل.
يوما بعد يوم و شهرا بعد شهر أصبح أمير يعود الى سابق عهده، وخسر كل وزنه الزائد و ما إن جاءت نهاية السنة و جاء معها سباق الجري حتى حاز على الرتبة الاولى باستحقاق.
عاد أمير الى البيت فرحا ليزف الخبر لوالديه وهو يقول:
أمي، أبي لقد حزت على الرتبة الأولى في سباق الجري، أخيرا أنا راض على نفسي.
رد عليه أبوه قائلا:
هكذا نريدك أن تبقى يا ابني حتى تكون سليما ولا تصاب بالأمراض وأيضا لكي يظل عقلك سليما، فالعقل السليم في الجسم السليم.فرح أمير كثيرا و فرح أبواه معه و كل أصدقائه و معلميه بتغيره الكبير و إنجازه الرائع
الكاتبة أبرغاش ضحى .