انكسر القلم
كثرت الجراح وزاد الألم …
أما زال هذا الجسد شامخا
أم أنهكته العلة وغزاه الورم …
أيتها الروح …سلام
أما زلت كما عهدتك
أم نال منك العجز والهرم …
أضحيت جثة…تحت الركام
كأوطاني …غمرتها التربة والغبار و الردم
أني من الضواري… كانت أسودا
غرها من القطعان …حفيف الغنم
في فخاخ الظلمة وقعت…
نور نصبه العرب و العجم …
أما زلت ترومين أجسادا …مخشبة
لا يقبل فيها العزاء و الندم …
لا ترجي مني قصيدة …
أمدح فيها أصحاب العباءات و العمم
أولئك الذين نسوا العهد …و القسم
رسموا على أجسادهم مواثيق الخيانة…وشم
نفخوا في البراكين …أشعلوها حمم …
خالوا أنهم سادة العالم …
وما دروا …أنهم بين الحواشي …خدم
آه…آه…آه…أيتها الروح …لقد تعبت
ثقلت القصيدة…انكسر القلم …
ما عدت أسمع صوتي
وسط هذه الجلبة …هذا الزخم
أنادي …فهل من مجيب
أصاب القوم العمى …البلاهة …الصمم …
ما عدت أتبين خطيئتي…
من كثرة الإدعاءات و التهم …
عربي أنا …بدون شك
هجرت منذ زمان عبادة الأشخاص والصنم
فإذا بي اليوم عليلا…هزيلا…نال مني سقم
تائه بين الكواكب
أبحث عن تاريخي …عن جغرافيتي …عن نفسي
عن موضع لن يكون سوى على القمم …
الشاعر لطفي الستي/ تونس