كان الليل الطويل يرخي سدوله
وكنت الوحيدالذي يرتجف
خوفا على ظله
أن يتلاشى عند الظهيره
في أعماق الخليج
بعد أن غادرالصباح مهرولا
ثم ولى على غير ما أشتهي
بعد أن مرغ وجهي
الريح بالتراب وأنا منه وهو مني
لكني ما أردت أن أخرج معفرا
فبقيت في البحر
كما يريد رفيق الدرب
الذي نام نومة آهل الكهف
ثم صرخ بوجهي أنهض دون قلق
وأقسم برب الفلق
فلن يصيبك أبدا الفزع
فيا لبراءة يوسف الأحلام
والرؤى غاريه
ووجه السماء أزرق
بعد إنطفاء النور بالمكان والزمان
والماء يتدفق من بين السحب
متعددة الألوان
والأحزان كلها ألوان
بزمن لم يتلو الناس الآيات
بعدأن تاهوا بخارطة المكان واللامكان
حتى غمرتهم الظلال
وما عرفوا متى يحل المساء
ليقفوا على حد الضجر
وعلى حافة الضوء
المنبعث من شمس الضحى
وغربة الكلمات
والتمتمات اليتيمة
التي غاصت في الطين
وأنا على يقين
بأني خيال بلاظل
أثخنته الجراح
فذهب إلى الدم الأحمر
على ضفة الفجر
والأرض توغل بالمساء
والرياح تذروا ذرات التراب
لحظة أن لمعت الحرب
وفقد الجنود عناوينهم
بعد أن تلاشت أصوات البنادق
وتوقفت عن الحركه البيارق
واصفر كل شيء بالافق
لما احمر الحدق
وأستدارت الزوايا صوب التكايا
لتصلب ظلي على أعواد المشانق
حتى لا يبقى بالمداءات طارق
يطرق ويقرع الطبول بخير
الأديب د.نعيم الدغيمات/ الأردن
