الغرور

You are currently viewing الغرور
الغرور

كثيرا ماكانت تسلب العقول، بين الحواري إذ تمشي مغترة بجمالها، و بأنوثتها، كأن الورد والأرض خلق لأجلها، عطر فرنسي ولباس أقرب بحورية غارقة تحت الماء، الجميع يصفها بالخيال وبأنها أسطورة هذه المدينة وأحيائها القديمة…
ظلت على نفس الطبيعة غزال بين أشجار الربيع، تَقطُفُ منها النظرات رغبات ذكورية، متحدين بعضهم البعض حلما بالفوز بأول يد تلمسها …
و أماني وأحلام رأيتها حين يهمسون عند أذنها أحلى الكلام، شعرا، أو نثرا، أو حكما من ثرات الأجداد… والكل يشهد أنها جميلة الجميلات …
فبدأ الغرور يأخدها لتشعر بأن الحياة ملكها، خصوصا وأن الأيام متعتها، وبأنها تستحق ألف هدية دهبا وألماسً، و أن تجلس على كرسي الفخامة عمرا..
نعم أنا ملكة..! هدا ما همس لها عقلها بعد كل ماحصل، حتى أصبحت سلعة تشترى بالغالي وتسكن القصور وترى طريقها إلى الأعالي… خطوات في كل خطوة تفقد شيئا من بريقها حتى دبل جمالها… فاستفاقت دات يوم وهي فوق رصيف شارع لا يفرق بين الماضي والحاضر، ولا بين العزيز والدليل، ولا صاحب المال والفقير؛ فعادت كغيرها لسابق عهدها بيت يجمع شملها، أب مريض وأم عليلة، و بيت متصدع قد يكون يوما قبرها..
فتذكرت مرآتها فوقفت أمامها فبدأت نظرتها تتكلم وذكرياتها تسقط مع كل رمشة حتى ظهرت في ظفائرها علامة الشيب، وعلى وجنتيها ملامح انها تشيخ… فبكت حتى أغشي عليها
و حين إستفاقت بدأت تتساءل… هل هدا حلم أم واقع…؟!
وسرعان ما أتاها الجواب حين خطت بقدمها خارج البيت، نفس الحي، نفس الوجوه، نفس النظرات التي كانت تتبعها عشقا، صارت تتبعها سرا وبسمة تقول ألف كلام كأنهم يسكبون السم على قلبها…قاومت وصبرت حتى صباح يوم جديد، وقد ظهر من الأفق شعاع يناديها بأن معاناتك ستستمر لكن لم تجب، لم تستفق من ظلمتها وعلى طاولة مساحيقها رسالة تقول: كل ممر كان حلم جميل عشته لكن لايدوم فقد لبست قناعا ليس لي حين أنتزع مني عاد كل شي سراب كأنه لم يكون.
.

الكاتب عماد والحاج/المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.