أنا العصفور السجين داخل قفصي
المغرد بأعذب الألحان والآهات
كم تمنيت أن أطير كغيري!
أخترق أكوام الغيوم في سمائي
أنتقل بين الأشجار بحرية
فاردا جناحي بعيدا عن عشي
هي الطبيعة دوما تناديني
لتطرب بشدوي وبألحاني
بحلتها البديعة المتفردة تناجيني
فأحن إليها محتضنة جمالها
سرق الإنسان أغلى شيء مني
حريتي حين سجنني ليقيد أحلامي
أظل طوال النهار أنوح
أصدح منتحبا في قفصي
فيظن غيري أني أغرد فرحا
وأنا أئن من فرط نكسي
تمنيت أن أعرف منك أيها الإنسان
ما ذنب الطيور حتى تسلب حريتها؟
وهي من عشقت الغناء بين أشجارها
كم من أيام بكيت على سجاني
وهو يقدم لي بسخاء طعامي
توسلته أن يفك قيدي ويحررني
أبى واستكبر وما همه أمري
أجابني بسخرية:
ومن يغني لي كلما الحنين اعتراني؟
هي إذا قصة قوي وضعيف
مغتصب بالكره ومستسلم
ستظل حريتي حلما أعيشه
على أمل أن أكسر قضبان قفصي
لأفر محلقا نحو سمائي
وأعود إلى فطرتي فتُبْعَث روحي
تركت ذلك للقدر وتشبتت بغدي
فيوما ما ستشرق شمس حريتي
سميا دكالي