الى أين المسير يامعشر الراحلين
وهذه الرياح تُمْطِرُ الغيم
لتقيكم الريح من ثمود
التي لم تترك بالماضي التليد
لبني البشر من أثر
حتى تنتشر الغلال بالسهول
ويسقى الغيم أقواس السحاب
بعد إنقضاء مواسم الحصاد
وانتظارالشتاء المطير
تحت أصوات ضجيج النواعير
والطبول الجوفاء تقرع
على وقع أناشيد الحاصدات
يغنين للسنابل وللزهور
بصوت يشبه صفير الحساسين
وقاربي الصغير
يصارع الموج بلجة البحر العميق
يأخذني حيث الأشرعه تشدني
والظلال الطويله تصيح
من خلفي الى أين يا مهاجرين
تحت وطأة الصمت الرهيب
عند تخطي حالة السكون
الذي أصاب البوح
والأسى الشفيف
الذي إتخذ من الليل دِثَار
ومركبي الصغير يسير
وبوصلتي على أعقابي تدور
وبذاكرتي قصة النون
يملأني الخوف من الحوت
فكيف أنادي في الظلمات
والصمت والبوح خلفي
وقراصنة السفن يشدونني
من ناصيتي
تحت دوي الرياح
وعزيف الجن يقطع الطريق
الى ماوراء البحر
ليخفي الأسرار عن عدد القتلى
ممن كانوا بصحبة فتيان الكهف
بمجمع البحرين في بلاد وَرِقها
ليس كَوَرِق أهلِ مدينتي
والأمل يحدوني بسماء منهله
وأرض مبتله
يأتيها رزقها كل حين بإذن ربها
فيا لعدالة السماء
فليس بالزمن عام أمطرَ من عام
د .نعيم الدغيمات الأردن
