الصيادون القدامى

You are currently viewing الصيادون القدامى
الصيادون القدامى

الصيادون القدامى يلقون الشباك على طرفي النهر .
لا تقولي شيئا الآن ، أنا في حضرة الكتابة .
سأكتب عن السكك المهجورة الباردة وهدوء العاصفة .
وعند سبات البحر العميق ، وعن برودة الكف عند الوداع الأخير .
وعن العبرات العصية على الانفلات وعن الذين رحلوا على حافة الانتظار .
وعن الذين يعيشون في صمت وأعينهم تفيض من الحب .
اعذريني فلست واحدا بما يكفي ، وبعضي يشكو من بعضي .
لم أعد أحلم كثيرا ، فالغبار عم ، والفجر لم يأت بعد .
هناك في مملكة الشحادين والتائهين والباحثين عن دروب الأنا تحط كلماتي ويقبع يراعي .
الصيادون القدامى لم يأت اليهم السمك شرعا كما قبل .
السماء تنذر غيوما محتشمة والشمس الى غروب الآن .
ابتسمي قليلا لأراك ، وتفقدي وشاحك الأبيض في غنج .
ذاك ينعشني الى حين فأتفقد صوري القديمة جدا .
وأرقب نتوء التجاعيد في حبور عميق ، وأتدثر شوقا .
الصيادون القدامى لم يملوا من الانتظار ، الغسق حل .
وبرودة الرمل تغري بالأوبة الى الزقاق العتيق والفرن القديم .
أنا هنا أحلق خارج سربي الى حين .
أنا هنا حتى يحلق الطائر المكسور جناحا ، وخاطرا .
وحتى تعود النوارس الى أعشاشها الحجرية المظلمة
وحتى يعم البياض ……….. لم يأخذني الضجر بعد .

القاص جمال عتو/المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.