لا بد من تقاطع طرقنا
في اليوم التالي انطلقوا في الطريق حتى وصلوا العاصمة…
هاشم: سيدي دعني أتجول في العاصمة وعندما يبدأ الإجتماع أكون هنا.
الشيخ:أذهب وكن حذراً هنا العاصمة!!
وخاطب الشيخ ياقوت”دعنا نذهب لنكمل أعمالنا…”
بدأ هاشم تجوله في شوارع العاصمة منذهل من كمية الناس والمحاربين وأماكن الأكل والمقاهي وبائعي الكتب…
توقف هاشم عند أحد بائعي الكتب ليقلي نظرة على ما يوجد من الكتب، فشعر فجاءة في وجود خطر قريب؛ فتبع إحساسه حتى وصل إلى أحد الشوارع الخلفية وكانت مظلمة ومخفية بعض الشيء، فوجد عشرات المحاربين المقنعين ويبدو أنهم مغتالون، قد كلفوا في إغتيال هذه الفتاة الموجودة وسطهم ويبدو عليها إنها محاربة أيضاً…
دهش هاشم عندما رأئها فلم يرى مثل جمالها من قبل، فشعرها الأشقر المنسدل على كتفيها ومتموج مثل أمواج البحار، وعيناها الزرقاء مثل زرقة السماء، ولباسها مزهر ومنقش وطولها المتوسط وسيفها الجميل وحاداًّ أيضاً …
“يا حثالة من متى كانوا المحاربين يستخدمون سيوفهم على النساء، أين فخركم من فخر المحارب” زمجر قائل هذا الكلام بنبرة غاضبة…
فانتبه الجميع عليه!! وإذ عينها بعينه وكأن الزمن توقف رغم الواقع اللذان هما فيه…
فأستل سيفه وبدأ القتال وبعد مدة انتهى القتال فلم يكونوا من مستوى قوته ولكنه أصيب في ذراعه الأيسر بجرح طفيف…
فقال لها وبعض الخجل في كلامه: هل أنتِ بخير يا عصفورة؟!
ردت عليه بنبرة غاضبة لوصفها بالعصفورة: نعم بفضلك يا صقر!
ثم كانت ع وشك سؤاله عن اسمه! إذ بالمحاربون المرافقون لها جاءوا؛ فاختفى قبل الإجابة على سؤالها…
فرجع إلى مقر الإجتماع وذهب للطبيب ليضمد جرحه وغير ملابسه وذهب ليقدم تقريراً لسيده…وأثناء تضميد جرحه و ذهابه إلى سيده كان فكره منشغلاً بالتفكير في الفتاة…
هاشم: هل تسمح لي بدخول سيدي؟!
الشيخ: أدخل، ذهل الشيخ وياقوت عندما رأوا يده مضمدة فقال الشيخ متعجباً”ماذا حدث ليدك؟! “
هاشم: قد كان هناك عشرات المغتالون أرادوا إغتيال فتاة محاربة ضعيفة ففعلت ما يقع على عاتقي…
الشيخ: أحسنت، هيا بنا إلى الإجتماع أنه على وشك البدأ.
وفي تلك الأثناء رجعت الفتاة أيضاً إلى المقر وليتبين إنها تلميذة ووريثة الشيخة الثانية، فذهبت إلى سيدتها لتسرد ما حدث…
فقالت لها: لقد أنقذني محارباً من مثل عمري تقريبا وكان قوي جداً، وأظن أن مستواه ليس بعيداً على أن يكون شيخاً في القريب العاجل…
“يا العجب! أهناك أحداً بمثل هذه القوة في مثل هذا العمر، حمداً للإله أنه ليس من الأعداء” قالت الشيخة بتعجب ثم أكملت: احرصي على أن تعرفيني عليه أن رأيتيه مرة أخرى، هيا بنا إلى الإجتماع أنه على وشك البدأ…
وفي طريق إلى الإجتماع قد رأت المحارب الذي أنقذها خلف الشيخ الأول ويرتدي ثياب الورثة، فقالت متعجبة: سيدتي أنه المحارب الذي أنقذني مشيرة إليه بعينها…