بين كل محطة ومحطة نمضي والأمل رفيقنا، فهو من يبعث فينا تلك الشعلة لنواصل الحياة، التي توقد كل إحساس جميل بداخلنا ما دمنا لم نحقق بعد كل أمالنا التي حلمنا بها منذ الصغر، ربما قد حصلنا على بعضها والأخرى ما زالت معلقة، تفر من قبضتنا كل ما حاولنا الإمساك بها، تلكم هي الحياة وذاك عزفها على أوتار القلوب أن نظل نعيش على الأمل.
فالأمل هو ذاك البريق الذي يضيء لنا الطريق مهما كان مظلما، يجعلنا نقطعه غصبا عن الظروف التي تبدو صعبة المنال لنواجهها بنفس قوية.
فنفس الانسان تحتاج دوما لمن يداويها عند يأسها، ولن يكون ذلك إلا ببعث الأمل فيها وجعلها تعيد ترتيب أحلامها من جديد، لأنه وبكل بساطة لا يمكن لأي أمرئ أن يكمل في الحياة ما لم يعش على حلم رغب فيه؟
لذلك يبقى بصيص الأمل يشع من بعيد هو من نحيا لأجله حتى نبلغ سعادتنا التي اعتقدنا أنها مستحيلة بعد أن تسلل اليأس في أنفسنا، يأتي ذاك البصيص يعيدنا من جديد الى العيش رغبة في تحقيق الحلم المنكسر الذي حلمنا به طوال وقتنا، ولنعلم أن ظلمة الليل حتما لها زوال، فلا شيء يظل على حاله فقط علينا ألا نتراجع عما كنا نهفو إليه، بل أن نواصل ونقف عند كل محطة من محطات حياتنا حتى نسترجع أنفسنا ونصحح أخطاءنا.
لأن المرء لا يمكن أن يصل إلى مبتغاه ما لم يراجع أسلوبه الذي كان ينهجه سابقا والذي جعله يفشل ليقف عند الخطأ حتى لا يعيده، فلو تكرر معه الفشل فذاك سيؤثر سلبا على نفسه التي ستصاب بالإحباط، فلا تصبح لديه أية رغبة في الحياة ويغادره الأمل بالمرة، فيغدو إنسانا لا أمل فيه ولا أحلام تسكنه، يعيش فقط لأنه موجود، فما أصعب حياة الانسان إذا اتسمت بذلك.
فليس عيبا أن يخطأ الانسان وإنما العيب ألا نصحح ذلك الخطأ ولا يجمله، حتى ينجح ويقي نفسه من الإصابة بأمراض نفسية هو في غنى عنها.
سميا دكالي