أنشد خربشاتي

You are currently viewing أنشد خربشاتي
أنشد خربشاتي

أنا لستُ سياسي
لست كذلك دبلوماسي
ولستُ أيضًا لاعب شَطْرنْج
أنا مجرد مواطن
حفظَ عن ظهر قلب
أشعار نِزار ودرويش
واحمد مطر
أنا كاتب بالفطرة
قد لا أعرف
الإعراب والنحو
وهل الياء حرف علة
الفاء حرف عطف
مُذ من حروف الجر
ومالفرق بين
المبتدأ والخبر
لكني أكتب على
الدوام
أشبه بِخربشة
رسالة تلو رسالة
وبعضٌ من الأحلام
أطويها في زجاجة
أرميها في لُجج البحر
أو أبقيها قابعةً
مصفوفةً وسط دُرج
ذات يوم
نضبت كلماتي
فرغت محبرتي
وقلمي من المِدادُ جَفّ
أصبحتُ مريض جدًا
حالتي يُرْثى لها
وصعبة الوصف
ليليّ مسكون
ويبعدني عن الفِراش
الأرق والضجر
الكلمات تزدحم
في ذهني
تموت في حلقي
تدفن في كفي
وعلى اللِّسان
طعمًا مُرّ
وأصابعي لم تعد
تجيد العزف
كبرت الأوجاع عندي
أمتص همومي لوحدي
ألْعقَ ملح دمعي
وصارت الروح
كقطعة أسفنج
مُشْبعٌ أنا بالجَزَع
أموت في اليوم
ألف مرّة
وفي كل مرّة
أذوب كنُدْفَة ثلج
الأحلام باتت بعيدة
الأماني تاهت
بين مُفْترق ومُنْعرَج
في خِصام مع نفسي
الوحدة تقف في صفي
التأمل ينصفني
وعقلي يخبرني
قريبًا جدًا
سيدق بابي
الفَرَج
الوطن أمسى
مسلوب الإرادة
وأنا لا أملك
أي خيار
سوي سِجادة
صلاة وعبادة
وذات إنتظار
مع الدعاء والصبر
يقينًا ستشرق الشمس
وفجر جديد
على البلاد ينبلج
أنا لا أريد
أن أصبح سياسي
ولا دبلوماسي
ولا أريد شيطانًا
في جيبي يُعلمني السحر
هي أمْنِيَّة واحدة
أنشر خربشاتي
لا حبّذا قارب هِجْرة
وحقيبة سـفـر


الحسين صبري/ ليبيا

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.