ماذا دهاك للاقتراب ؟
أما استشعرت يوماً أنها دمعة حبيسة مآقي الأيام، تصدع عودها
فتدحرجت على كثبان النسيان ،حتى صارت أسطورة زمان …
يقولون عنها : أنثى قوية جامحة لا يهزمها ارتجاج الأزمان و لا تهاب ارتجاف شمعة الفقدان ،فقد تعودت روحها أعاصير الخذلان ،تحمل حقائب ثورتها على أكتاف صبرها و تحتضن إرب هزائمها ببسمة نيئة بالكاد تضيء وجه قمرها الباهت .
أما ارتأيت أنها فقط أنثى أتعبها التجوال بين أطياف من رماد ، أنثى أضناها الترحال تحوم حول شظاياها الميتة ،تبحث عن حضن ثابت لتتدفأ بزفرات أنفاسها النصف مذبوحة ، تقتات كل يوم من فتات فرح أمسها الضئيل، تلوك لظى الهجر و النكبات و تبلل ريقها بوعود صمّاء ..
أما شبهتها قط بقطعة ثلج تتقد على سفح ذاكرة فقدت البريق و ضلت سُبل العودة إلى الفصول ،قطعة ثلج تبلورت في حدقات المغيب حتى لا يرى القمر حزنها فيرتل معزوفة بلا وتر .
كفى ….دعنا نتساقط من أراشيف العشاق في صمت و يكون كفننا من زنابق الحكايات التي لا تُحكى إلا لحكيم أخرس،.
لم يعد لي متسعا للموت مئات المرات و أنا أتمعن النظر إلى محياك حيث توأد كل الأحلام و تُطوى أحاجي ليالينا و يُقطع ودج سمرما من الشريان إلى الشريان .
بالله عليك دعنا نموت دفعة واحدة ..
الشاعرة حنان الفرون/ بلجيكا