مدونة

ورحلة العلاج العجيب

عندما يشتكي احدنا من المٍ في بطنه أو ضرسه او اسفل ظهره و اوجاعٍ اخرى في مساحات كثيرة من جسمه فسوف يحمل أوجاعه ويتنقل بها بين عيادات الأطباء وعندما يصل مرحلة الياس و تفرغ جعبة
الاطباء من علاجٍ شافٍ يلجأ الى الاهل والاصدقاء فيحملهم وزر أوجاعه بسرد تفاصيلها عليهم بإسهابٍ وبالتفصيل المزعجٌ والممل.
وفي خضم جزعي ومعاناتي وتفاقم أوجاع اسفل ظهري لم اتوانى في سرد قصتي على كل من أصادفه في طريقي
هاهو ذا احد اصدقائي لم يبخل عليّ برأيه
إنه غريب وهذا اسمه
قال بعد ان اطلع عل تفاصيل محنتي :
إن والدتي قد تحسنت حالتها الصحية وفارقتها اوجاع الظهر
قلت كيف ذلك واي طبيب عرضتها عليه
قال بأنه لم يعرضها على أي طبيب وانما اكتفى بأن عرضها لأشعة الشمس لثلاثين دقيقة يوميا على مدى سبعة أيام
ماأسهلها من وصفة وأرخصها .
انفرجت أسارير وجهي عن اخرها ,ان الشمس متوفرةٌ في بلاد النهرين بشكل لايوصف وثلاثين دقيقة تحت وابل أشعتها ليس بالشئ الصعب,
استلقيت على بطني ووضعت منشفة مبللة على راسي وكشفت عن ظهري كي اتلقى ضربات الشمس,
بدات السنة اللهب تحرقني بلا هواده وانا مُغتبط غير مُكترثٍ بتلك اللسعات فلا باس بها لانها ستاتي اكلها بعد حين ,
عرفت بعد حين أن اللحم الذي بدا رحلة شيِّ هو لحمي ,لقد فزع أولادي لرؤية ظهري ولونه الذي استحال إلى اللون البني الفاقع .
ياللكارثة,وياللوصفة الغريبة التي احرقت ظهري خلال وقت وجيز وزينته بفقاقيع بيضاء شفافة .
كنت فيما مضى بمشكلة واحدة واصبحت الان باثنتين وبدأتْ رحلةُ المٍ من نوع اخر تجتاح ظهري وبقيت على تلك الحال بضعة ايام استعملت فيها بضعة انواع من المراهم التي تستعمل للحروق بدأ بعدها
ظهري سلسلة تقشر وكأنني احترقت بحروق من الدرجة الاولى,
ربما كانت أمُّ غريب اوفر حظاً مني او ان شفاؤها كان ليومٍ أو بعض يوم او انها احتملت شمسا خريفيةً لا لسعَ فيها مثل تلك التي مرت بي ,
أنا لست بلائمٍ صديقي غريب ,اراد عن حسن نيةٍ ان ينتشلني من أوجاعٍ لا تقهر ولكنني قد بالغت بالاستلقاء تحت شمس محرقة في يومٍ تمّوزيّ غير مبالٍ بما يمكن ان تؤول اليه مغامرتي تلك,
كان درسا لي ودرسا للجميع أن لا تمارسوا لعبة الصدفة والحظ وان تتجنبوا وصفات الغرباء وتبادروا إلى استشارة الطبيب فإن مللتم وصفات الطبيب فلاباس أن تقصدوا العطار فربما كانت وصفاته بين
كزبرةٍ وزنجبيل وقرنفل ….وشعفة الذرة ولا ئحة طويلة عريضة من العطارية والاعشاب ربما كانت هي الأنجع والأزكى علاجاً.

الكاتب وعد الله حديد/العراق