ياقابيل هاأنا أعترف حقا ودون تردد
وبلا أية رعب أو خوف
بأني أنا من سطر سفر العبور
لأني أعرف كل ما جاء بسفر التكوين
حتى وإن أصبحت أنا هابيل
على قارعة الطريق قتيل
من بين الاموات
فها أنا أفر منك ومن نفسي
بعد أن قدمت قرباني
صاعا من شعير
لتأكل منه أسراب الغربان
على ضفة البحر قرب قصر الزعيم
وهي تصلي صلوات النخيل
حين تمر الصقور لتزاحمني
على القراءه بسفر العبور
فلا غضاضة ياقابيل القصيدة
أن تشهد الآن وإن لم تشهد
بأني ما قدمت قربانا كهابيل القتيل
حتى وإن كنت بلا قبر
فواري أنت ياقابيل سوأتك
وأتركني أتحدث عن الغرابيب السود
التي حفرت لموتاها القبور
لتعلمك كيف تواري سوأة أخيك
فهل ياترى هذا كل ما قيل
وسطرته في سفرالعبور
فأنا أعرف كيف يحزن الموتى
كمعرفتي بمرور أسراب الحمام
التي ضجت بالهديل وقت الظهيرة
وعند بزوغ الفجر الصادق
والصبح بالمدى يتمدد
بحرية تامة ودون قيد أو شرط
فها أنا أخبرك بإني قدمت قرباني
ثم غادرت وحيدا بعد أن دونت
كل الأسماءالغريبه في سفر العبور
وإن كشفت سوأة الريح
عن برودة الموتى
لتعلمك وتعلمني بأن لاتتناسى
ماورد بسفر التكوين عني وعن هابيل
يالها من رحلة طويلة ياقابيل
رحلة الغربان إن داهمت ديدان الأرض
عيون هابيل وأظلمت الوجوه بالمقابر
من شدة الحزن على كل ماكان
وسيكون من موتى
الشاعر د. نعيم الدغيمات/ الأردن