عندما كنتُ خروفًا
صادفتني في
الحقل نَعْجة
تبادلنا نظرات
الإعجاب
قد تكون بنت عمي
أو هَجِينة
فأنا قليل الفَهِم
لا أعرف أين مولودة
ولا علم لي
بأعياد الميلاد
عندما كنتُ خروفًا
خرجنا مُظاهرة
إحتجاجًا على المعيشة
وقفنا بإنتظام
أمام باب الزريبة
نَسُبُّ فيها الراعي
ونلعن الجلاد
حتى يوم الحَصّاد
مدوا لنا برسيم
وفير
قمح وشعير
وتِّبْن كثير
شبعنا حد البَشِم
ياليتني بقيتُ خروفًا
مُرتاحًا أنعم بالسلام
يتحدث عني
كل الرُعاة
لربما حان دوري
هذا العيد
من يدري أو في
أحد الأعياد
في يومٍ من الأيام
تحولتُ إلى بني أدم
أصبحتُ إنسان
أملك فكرًا وإرادة
وهذا ما يقال
أريد أن أرجع
كما كنت
لا أريد الجريمة
لا أريد هذا العالم
الكل هنا يرغب
بالإنتقام
عندما كنتُ خروفًا
لا أعرف قطّ معنى
الخِصام
كنا قطِيعًا نعيش
في سكينة
نلتحف جميعًا بِرداء
الوئام
صرت إنسانًا مِسكِينًا
إن لم أقتل اليوم
أكون غدًا مقتولاً
القلوب بالغلّ
مملوءة
والنفوس تحمل
الضغينة
وأرواحنا أشباح
شِرِّيرة
ياليتني أعود
خروفًا
أجري في أرضًا
مُخْضرَّة
أو بستان
مرحًا سعيدًا
أنام في حضن
الطبيعة
لا يهمني بشر
ولا حتى سِكِّينًا
حينما أصبحت إنسان
أمتلكتُ سلاحًا ودخيرة
صرتُ مُحارب
خضت حروبًا
رأيت الدمار
والرُكام
الثكالى والأيتام
وفي الأخير
تحولت إلى فأر
تجارب
صامتًا بِلا كلام
سيرتي على كل لسان
وفي الإعلام
والله هي دنيا العجائب
مسكين أيها الإنسان
فمتى أرجع خروفًا
(يبعبع) كل ظَهيرة
حتى ينال مبتغاه
الكاتب الحسين صبري/ ليبيا