نزلت إيزلا إلى الأسفل لتبحث عن الملف وجدته في درج المكتب أخذته بكل حرص، وهي تفتش عن رقم الهاتف وبعد بحث طويل عثرت عليه فاتصلت بدانيال سألها هذا الأخير:
ألوو من المتصل ؟
أجابته إيزلا وهي تبكي:
أنا إيزلا ابنة الباحث جيمس، هو في حالة خطيرة لا أدري ماذا أفعل له لذا اتصلت بكم ؟
رد عليها دانيال:
سأكون عندك في الغد لا تقلقي، حاولي أن تقومي بالإسعافات الأولية لإنقاذه حتى نصل.
أجابته إيزلا شاكرة إياه:
سأفعل حالا، وأشكرك كثيرا على الإستجابة بسرعة، أتمنى أن لا تتأخروا فما عاد لي صبر وأنا أرى أبي يموت أمامي.
أنهت المكالمة ود طمأنها دانيال أنه لن يتأخر عنها، أما هي فصعدت إلى غرفة أبيها جلست بجانبه تحاول إسعافه، لكنه لم يستفق من غيبوبته كان يتنفس ببطء مما زاد من هلع إيزلا التي بدأت دموعها تنساب دون توقف، لقد بدأ يتسلل الخوف إلى قلبها، ربما أبوها لن ينجو من الموت هذه المرة، ترى لمن سيتركها حينها؟ ستحيى وحيدة في هذا العالم الذي لا تعرف عنه سوى تلك الجزيرة بما تحويه من بحر وغابة صغيرة وصديقتها إيريس .
مرت ساعات النهار بطيئة وكأنها شهور لم تذق طعم الأكل، فما عادت لها رغبة لشيء سوى حياة أبيها التي باتت تهمها، لم تشعر بنفسها إلا وقد غلبها النوم وهي بجانبه على كرسييها من شدة الإرهاق، رأت في غفوتها وكأنها في مكان مقفر والضباب قد ملأ المكان حتى بدا موحشا، فلم يعد يتراءى لها شيء وهي وحيدة، تجري محاولة البحث عن مكان تجد فيه نورا، وبعد لأي وبحث لاح لها بريق يشع من بعيد تتبَّعته وكلما حاولت الاقتراب منه إلا وازداد بعدا، إلى أن تمكنت من الوصول إليه لتجد أمها وهي تمد يدها لأبيها حتى اختفيا عن نظرها..
لم تستفق إلا على أنين أبيها وهو ينادي عليها، كاد قلبها أن يتوقف من شدة الرعب الذي زحف إليها وقد غمر جسدها كليا، لتواجه الحقيقة المرة وتتجسد لها صورة الحلم بعينها.