دُرْتُ في كُلِّ الطرقات..
انكسارُ الوقتِ يخذُلُنِي..
في كُلِّ مرةٍ تتلَّقَفُنِي هزائمُ الروح..
أُفَتِّشُ في شقوقِ الجروح..
كُلُّ الدروبِ مُوصَدَةٌ..
أينَ أراكِ.. ؟
يا تُرَى مِنْ أيِّ النوافِذِ تَطُلِّينَ عليَّ.. ؟
خُطَايَ أنهكَهَا تزاحُمُ الوقتِ فَوْقَ مرافيء الانتظار..
كِدْتُ أنسى مَنْ أنا..
أَبْحَثُ عَنْ نِسْيَانِي فيكِ..!!
قَلَّبْتُ تفاصيلَ الوُجُوه..
ملامِحٌ أَكَلَتْهَا مناجلُ السنين..
السوقُ القديمُ يغزو رائحةَ الذاكرة..
أصواتُ الباعةِ تَتَعَالَى..
الناسُ منشغلونَ كُلٌّ يُفَتِّشُ عن رَمَقٍ مِنْ حياة..
إلَّا أنا أُفَتِّشُ عن رَمَقي الأخيرِ فِيكِ..
بينَ الوجوهِ الضاحكة..
بينَ الأصواتِ الرخيمة..
بينَ الشتاتِ والتيهِ أُفَتِّشُ عنكِ..
بينَ الأرضِ والسماء..
بينَ الصيفِ والشتاء..
بينَ سنابلِ الحقولِ..
تأكلُ بيادرَ قمحِهَا..
عَصَافِيرُ السِنِين العِجَاف..
أُفَتِّشُ عنكِ..
بينَ كُلِّ الأسماءِ المُبَعْثَرَةِ هُنا وهُناك..
بَيْنَ الوَجَعِ والآه..
أُفَتِّشُ عنكِ..
وهُنَاك.. في الأُفُقِ السَّحِيق..
لَاحَ لِي مِنْ بعيدٍ اسمُكِ البريء.. اسمُكِ النَّبِيِّ..
ذاكَ الوَهَجُ الأُسْطُورِيّ..
شيءٌ ما بداخلي شدَّنِي إليهِ.. شَدَّنِي إليْكِ..
تنفسَ القلبُ كُلَّ نبضاتُ السائرين المنهكة..
كُلُّ شيءٍ تلاشَى..
المارةُ.. الباعةُ.. الأصواتُ انسحبتْ صوبَ انكسارِهَا..
ابتلعتْهَا ثقوبُ الطرقِ السوداء..
لا شيءَ فيهِ سِوَى لَهَفِي..
ولوحةٍ لاحتْ مِنْ بعيد..
ونبضٍ نَقَشَتْهُ يَدُ الملائكةِ بِرِفْق..
يَاسَمِين.. يَاسَمِين.. يَاسَمِين..
سافرتُ مِنَ العَيْنِ إلى العَيْن..
رحلتُ معَ نبضِ القَلْب..
ومازلتِ أَنْتِ في عَوَالِمِ الغيب ..
يا تُرَى لماذا شَدَّنِي إليكِ الدَّرْب..!؟
يا تُرَى ما هذا السِّحْرُ الذي تحمِلُهُ حُرُوفُ اسمِكِ..!؟
يَاسَمِين واحةٌ مِنْ نَسْجِ الهُدُوء..
يَاسَمِين شَامَةٌ في سَمَاوَاتِ الخُدُود..
يَاسَمِين أَنَامِلُ مِنْ وَهَجِ الوُجُود..
الوقتُ المَذْبُوحُ يَصِيحُ بينَ يَدَيْكِ..
يُوَدِّعُ عقارِبَهُ المَجْرُوحَة..
لَمْسَةُ يَدِكِ الرَّقِيقَةِ..
أطفأتْ ظَمَأَ العُمْر..
يَاسَمِين.. إليكِ وَحْدَكِ عَرَائسُ الكَلَام..
تَزُفُّهَا يَدٌ مِنْ عَطَشِ الأَقْلَام..
يَاسَمِين.. إليكِ وحدكِ..
وَحْدَكِ وأنتِ تُرَمِّمِينَ في الرُّوحِ ما تَبَقَّى..
مِنْ ابْتِسَامَاتِ العُمْرِ وَ الأَحْلَام..!
الشاعر سالم الغزولة العراق