الجزء الأول
قالت : ما الحزن ؟
قلت:
ذاك الرغيف اليابس الذي أقتاته في غيابك.
والماء العكر الذي أرتوي به حين انشغالك بغيري .
والهواء الملوث الذي أتنفسه كلما بدأت تستعدين للرحيل .
فكيف لي أن أعيش دون هذا الثالوث المؤلم وأنت لا تهتمين ؟
قالت : لا تحزن .. ربما تخبئ لنا الأيام وسط الزحام ما هو أفضل .
قلت:
لولا الحزن ..لظلت الحروف في موكب الملل جاثمة ..آلامي وغربتي رغم وجودي بين الناس تصنعني حبرا وريشة صالحة للكتابة والرسم والتلوين .
قالت :
أخشى أن أفتقدك وسط ضجيج هذا الأسى .
قلت :
أنا وأنت تفاحتان من شجرة ( نيوتن ) الخالدة ،يدي ويدك غصنان متشابكان فيها .كلما سقطنا أرضا من غصن، أحيتنا الشجرة في غصن آخر.
الشاعر حميد يعقوبي / المغرب