وكأنني في بيداء قاحلة ، أحمل منسأتي ، وأسير مقوس الظهر ، واني الخطا ، مثقل النفس بالأحزان ..أبحث عن شيء لم أعد أذكره . لعله أنا ، ولعله ذاك الزمن الجميل الذي تكوم في الذاكرة ليزيدني حسرة. أو تلك المشاعر النبيلة التي طمرتها الأطماع والدناءة في مزبلة العهر ، وسفاهة الإنسان.. يبدو لي البحر من بعيد .. وغيمة تغذ الخطا إلى هناك حيث لاحاجة للمطر.. ونوارس تبحث عن قوت عز .. وتبكي صغارا تنتظر لقمة سرقها اللصوص في غفلة من البحر والأمواج .و القمر الذي فقد نوره ..
يعتريني اليأس ، فأنا ابحث منذ أعوام فلا أجد إلا السراب ، وصخرة دهرية تراقب البحر عله يأتي بريح تبدد شيئا من القيظ القاتل اتخذتها متكأ …في انتظار الذي لا يأتي.
مصطفى كووار